10/21/2010

جات تكحلها عميتها


يحدث أن اكرر كثيراً هذه الأيام جملة " عوض عليا عوض الصابرين يارب " ربما عندما تقوم طفلتى الصغيرة بحركه من حركاتتها المجنونه أو عندما تقوم المربية التى تلازمها بالبيت بعمل اكثر طفوليه من طفلتى ذات الـ26 شهراً ، وبالطبع يتغير الحال عندما يحدث ألا أستطيع كبح جماح المازوشيه الذاتية والرغبه فى تعذيب الذات بقراءة الصحف اليوميه فتصبح الجملة " عوض علينا وارحمنا وفوقنا يارب" وتختفى كلمة الصبر نظراً لعدم اتساقها شكلاً أو مضموناً مع واقع حياتنا اليومية.

" لو انت راجل مكنتش تضرب بنت" لافته موجودة داخل صوره لطيفة ورشيقه بالصفحة الثانية من جريدة الشروق .

وبالطبع الأمر يتعلق بحادثة اعتداء ضابط الأمن على الطالبه الجامعية بالضرب الذى أفضى إلى نزيف داخلى، الغريب انه فى دفاعنا عن حقوقنا غالباً ما نطبق ما يقوله المثل الشعبى" جات تكحلها عميتها"

حادث الاعتداء وقع من شخص ضد شخص أخر أحدهما يحمل فى بطاقه هويته كلمه تعريف النوع ذكر والأخر أنثى. ولا دخل لكلمة الرجوله فى هذا الأمر إلا ما اقتضاه السياق المجتمعى من ضروره خلق كادر أخلاقى لصيق بالذكورة والذى بموجبه يتحول هذا الذكر إلى بطل من أبطال أفلام الأبيض والأسود يتميز بالشهامة والجلد والمروءة والنخوه والشجاعه ... وكل ما لذ وطاب سمعه واستطاب مقامة من الصفات الحميدة .

وبالطبع هذا الكادر الأخلاقى لا ينكر مدى سوء أن يقوم الذكر بضرب الأنثى ولكنه فى نفس ذات الوقت ومن نفس الرحم المجتمعى المرتبط عاطفياً بمعطياته الدينية والتى تبدأ بفعل القوامة التى تعطى الرجل حق الضرب لتأديب زوجته والولايه الشرعيه عليها، وأولويه السجود للزوج بعد الله فى حال كان ذلك ممكنناً، يخرج لنا المارد الأخر وهو الرجوله المتخيلة والتى ترتكن فى الأساس إلى قوة وسيطره الذكر فى السياق الانسانى للمجتمع الذى نعيش فيه سواء كان هذا الرجل أباً أو أخاً أو زوجاً او حتى عم عبده البواب.

فهذه التى حاولت تكحيل الأخرى وقامت بإصابتها بالعمى لا تختلف كثيراً عن من قرروا اعتماد شعار لو كنت راجل مكنتش تضرب بنت فهم فى موقفهم ضد انتهاك حق السلامة وعدم الاعتداء يسهمون فى تعزيز الفخ المجتمعى للرجولة

ليست هناك تعليقات: